الاثنين، 21 مايو 2012

التخصيب الاصطناعي من قضية جدلية إلى انجاز علمي


 





أصبح التخصيب الاصطناعي، الذي أثار موجة انتقادات في ثمانينات القرن الماضي، أمراً روتينيا اليومً. طريقة التخصيب الكلاسيكية لم تتغير كثيراً، لكن ما تغير هو أنها أصبحت قادرة على علاج عدد أكبر من غير القادرين على الإنجاب.

شهدت ألمانيا في 16 أبريل/ نيسان عام 1982 ميلاد طفل يختلف عن بقية الأطفال، ميلاد أوليفر: أول طفل أنانيب. رأى الطفل قبل 30 عاما في مستشفى جامعة إيرلانغن نور العالم، وكان ميلاده حدثاً، أثار ضجة وردود فعل قوية في أوساط الجمهور والأوساط العلمية وأدى إلى إثارة مناقشات ساخنة بين مؤيدي ومعارضي التخصيب الاصطناعي والمعروف باسم (In-vitro-Fertilisation) والذي يعني تلقيح البويضة خارج الجسم.

رحب البعض بهذه الثورة العلمية والطفل الجديد وشجب البعض هذا الحدث ووصفوا خلق الحياة في أنبوب اختبار بالأمر المخزي. توفي خبير التخصيب الاصطناعي البرفيسور الدكتور سيغرفيد تروتنو والمعروف بابي أول طفل أنابيب ألماني في ابريل/ نيسان عام 2005. وواجه الطبيب المشهور أثناء عمله، موجة انتقادات واسعة بسبب أبحاثه ونتائجها.




شهدت ألمانيا في 16 أبريل/ نيسان عام 1982 ميلاد اوليفر، أول طفل أنابيب


من ثورة إلى روتين :


أما اليوم فقد أصبح التخصيب الاصطناعي أمراً روتيناً وعادياً. حيث توفر أكثر من 120 مركز للتلقيح الصناعي في ألمانيا المساعدة للأزواج غير القادرين على الإنجاب ورؤية نسلهم، الذين طال اشتياقهم إليهم. 

ويبلغ معدل النجاح حوالي 30 إلى 40 في المائة. أي أن حوالي 40 ألف امرأة من بين 100 ألف واحدة، ممن يخضعن للتخصيب الصناعي سنوياً، تتمكن من الإنجاب.

فعندما كانت أبحاث التخصيب الاصطناعي في مهدها، لم يكن نقل البويضة ممكناً إلا عن طريق إدخال المنظار في البطن. وهكذا أبصر أول طفل أنابيب ألماني نور العالم. 

وبعدها بعامين تم تطوير طريقة جديدة. ويوضح البروفيسور توماس كاتسوركه، مدير مركز للطب التناسلي في مدينة إيسن في مقابلة مع DW”استطاع الأطباء تلقيح البويضة من خلال الطريق السهل، عن طريق المهبل، وأصبحت عملية نقل البويضة أسهل بكثير من ذي قبل”. 

ويضيف توماس كاتسوركه أن هذه الطريقة الجديدة والسهلة أدت إلى إحراز الطب التناسلي تقدما هائلاً. وولد حتى الآن حوالي أربعة ملايين طفل أنابيب في جميع أنحاء العالم .

لكن الذي لم يتغير هو طريقة تلقيح البويضة بالخلايا المنوية باستخدام الممص المكروي. ويوضح البروفيسور رالف ديتريش من مستشفى جامعة ارلانغن “من المثير للدهشة أن طريقة التلقيح الاصطناعي الكلاسيكي، والتي يتم خلالها تلقيح البويضة بالحيوانات المنوية الكثيرة خارج الجسم، لم تتغير”.

 ولكن الذي تغير أيضاً هو إمكانية علاج ضعف الخصوبة لدى الرجال. بمعنى أنه أصبح بالإمكان إدخال حيوان منوي واحد داخل البويضة لتلقيحها صناعياً، إذا كانت الحيوانات المنوية قليلة جداً.




التلقيح الصناعي ساعد الكثيرين من المحرومين من نعمة الإنجاب على تحقيق أمنيتهم , ويضيف البروفيسور رالف ديتريش “يمكن توفير المزيد من المعالجة، أو ما يسمى تشخيص ما قبل الزرع في حال وجود مرض وراثي”. 

أصبح تشخيص ما قبل الزرع مسموح به في ألمانيا منذ تغيير القانون في يوليو/ تموز 2011، على الأقل في بعض الحالات الاستثنائية. لكن لا تجرى في ألمانيا فحوصات بصورة روتينية للتأكد من عدم إصابة جنين التلقيح الصناعي بمرض وراثي.


مساعدة مرضى السرطان :


كما أن العديد من المريضات بالسرطان استفدن من الطب التناسلي الحديث. فقد عجزت الكثيرات منهن عن إنجاب طفل بعد خضوعهن للعلاج الكيميائي،لأن المبيضان غالبا ما يتضرران من أدوية علاج السرطان.

 أما اليوم، فقد أصبح من الممكن أخذ أنسجة من المبيض وتجميدها. ويوضح رالف ديتريش أنه يتم إعادة أنسجة المبيض بعدما تشفى المريضة من السرطان ليمكنها بذلك الإنجاب.

 ويضيف رالف ديتريش “بهذا تنتج بويضات طبيعية، وتستطيع المرأة أن تنجب بشكل طبيعي”. وقد تم تجميد أنسجة مبايض حوالي 250 امرأة في مستشفى جامعة ارلانغن. 

وخضعت سبع نساء لعملية نقل الأنسجة. وهناك مريضة واحد حملت ورأى طفلها نور الدنيا في مدينة درسدن. والأم والطفل في أحسن صحة.


ليست هناك تعليقات: